دليل المبتدئين إلى مشتقات العملات المشفرة

تعتمد العقود الآجلة للعملات المشفرة على آليات مرجعية محددة للأسعار، وهي آليات أساسية لكيفية عمل هذه الأدوات. إليك ما يجب أن يعرفه كل متداول:

هناك نوعان رئيسيان من الأسعار المرجعية التي ستصادفها: السعر الأخير والسعر المحدد.

تسمح بعض منصات التداول للمستخدمين باختيار سعر مرجعي ليكون شرطًا لتنفيذ أوامر جني الأرباح ووقف الخسائر (TP/SL).

الهدف من هذه الآلية هو المساعدة في حماية المتداولين من الفروق الكبيرة في الأسعار بين المنصات، مما يتيح تداولًا أكثر ثقة واتساقًا في بورصة واحدة.

تلعب الأسعار المرجعية — وخاصة سعر السوق — دورًا حاسمًا في تحديد قيمة المراكز المفتوحة وتشغيل عمليات التصفية. من المهم فهم كيفية عملها من أجل إدارة المخاطر بفعالية.

إذا كنت جديدًا في مجال العقود الآجلة، فتجنب تداولها حتى تفهم آلياتها تمامًا. خطأ واحد أثناء استخدام الرافعة المالية يمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس مالك بالكامل.

السعر الأخير مقابل السعر المحدد

كما تم التأكيد عليه سابقًا، تلعب العديد من الأسعار المرجعية دورًا محوريًا في تنفيذ وإدارة العقود الآجلة:

يشير السعر الأخير إلى أحدث سعر تداول للأداة التي تتداولها على تلك المنصة المحددة.

يعكس سعر السوق تقديراً للقيمة العادلة للأصل في لحظة معينة. إنها قيمة نظرية، يتم حسابها باستخدام منهجية قد تختلف باختلاف المنصات. والأهم من ذلك، أنه يستخدم لتحديد متطلبات الهامش، وتفعيل عمليات التصفية، وتقييم جميع المراكز المفتوحة.

شرح آخر سعر

يشير السعر الأخير (أو آخر سعر تداول) إلى أحدث سعر تداول لأداة تداول على المنصة التي تنفذ فيها تداولك.

على الرغم من أنه يمثل أحدث سعر في السوق، إلا أن السعر الأخير يمكن أن يختلف عبر البورصات المختلفة لنفس الأصل. نظرًا لأنه من الممكن نظريًا أن يقوم متداول كبير بالتلاعب بالسعر على منصة واحدة، لا يتم استخدام آخر سعر لتحديد عمليات التصفية. هذا الدور محجوز لمارك برايس (يتم شرحه بشكل منفصل).

يستخدم السعر الأخير بشكل أساسي لحساب الأرباح والخسائر المحققة.

على سبيل المثال، أنت تتداول مشتقات BTC في بورصة عملات مشفرة، وأحدث صفقة تمت بسعر 100,000 دولار. في هذه الحالة، يكون آخر سعر 100,000 دولار. تعكس هذه القيمة أحدث نشاط تداول لهذا العقد الآجل المحدد على تلك المنصة.

إذا كنت تتداول نفس المنتج الآجل في بورصة أخرى، فسيتم تحديد السعر الأخير بناءً على آخر صفقة تم تنفيذها هناك.

يختار العديد من متداولي العملات المشفرة استخدام آخر سعر كشرط تشغيل لأوامرهم. يتيح هذا النهج مواءمة الأوامر والتحليل الفني مباشرة مع مخطط الأسعار للمنصة المستخدمة.

بالإضافة إلى ذلك، يساعد استخدام آخر سعر على ضمان تنفيذ الأمر عندما يصل السوق إلى مستوى الدخول أو الخروج المطلوب من قبل المتداول، بغض النظر عن الاختلافات المؤقتة في الأسعار التي قد توجد بين البورصات في ذلك الوقت.

شرح سعر مارك

تم تصميم سعر مارك لتقدير القيمة العادلة والموضوعية لعقد آجل من خلال تجميع وتقييم البيانات من مصادر خارجية متعددة.

تختلف الصيغة الدقيقة لحساب سعر السوق حسب المنصة، ولكنها عادةً ما تتضمن عناصر مثل سعر المؤشر (مركب من أسعار السوق الفورية) والأساس (الفرق بين أسعار العقود الآجلة والأسعار الفورية).

ونتيجة لذلك، فإن سعر السوق ليس سعرًا يتم تداوله مباشرةً، بلهو قيمة نظرية. يتم حساب الأرباح والخسائر غير المحققة في تداول العقود الآجلة على أساس الفرق بين سعر السوق وسعر دخول المتداول.

على سبيل المثال، لنفترض أنك تتداول مشتقات BTC، وبدأ سعر البيتكوين في الانخفاض بسرعة. أثناء هذه الخطوة، قد تلاحظ وجود تباين مؤقت بين آخر سعر على منصتك وسعر العلامة. غالبًا ما يحدث هذا الاختلاف خلال فترات التقلب الشديد بسبب الاختلافات في السيولة وسلوك التداول وتجميع البيانات عبر الأسواق.

إذا انخفض آخر سعر في البورصة لفترة وجيزة إلى ما دون سعر العرض، فإن التأثير على مركزك سيعتمد على السعر المرجعي الذي حددته لتنفيذ أوامر مثل وقف الخسارة أو جني الأرباح.

تجعل منهجية حساب سعر السوق السعر أكثر مرونة في مواجهة التلاعب قصير الأجل بالسوق والتقلبات الشديدة الناجمة عن الطلبات الكبيرة أو الأسواق غير السائلة.

نظرًا لأن سعر السوق يستخدم لتحديد التصفية ومتطلبات الهامش، فإن تصميمه متعدد المصادر يساعد في حماية المتداولين من الارتفاعات أو الانخفاضات المصطنعة في الأسعار التي تقتصر على منصة واحدة.

متى تستخدم آخر سعر أو سعر العلامة؟

يتطلب اختيار السعر المرجعي الذي سيتم استخدامه لتنفيذ الأوامر دراسة متأنية ويعتمد على استراتيجية التداول الخاصة بك وظروف المنصة ومدى تحملك للمخاطر.

في معظم البورصات المركزية الكبيرة والسيولة، غالبًا ما تكون الفروق بين السعر الأخير والسعر المحدد صغيرة ومؤقتة. ومع ذلك، في بعض بيئات السوق — مثل فترات انخفاض السيولة أو ارتفاع التقلبات — يصبح اختيار السعر المرجعي أمراً بالغ الأهمية. يجب على المتداولين تقييم المقياس الذي يتوافق بشكل أفضل مع احتياجاتهم في مجال التنفيذ وإدارة المخاطر.

قد يؤدي استخدام آخر سعر إلى تنفيذ الصفقات بسعر أقرب إلى سعر السوق المرئي، وهو أمر مفيد في الأسواق ذات السيولة العالية. على سبيل المثال، أمر جني الأرباح المحدد عند 100 دولار لـ Solana (SOL) باستخدام آخر سعر سيتم تنفيذه عادةً عند هذا المستوى تقريبًا في البورصة الخاصة بك. في المقابل، قد يؤدي استخدام سعر السوق إلى قيم تنفيذ مختلفة قليلاً، لأنه يمثل تقديراً مركباً للقيمة العادلة بدلاً من أحدث صفقة تداول. ومع ذلك، يمكن أن يوفر سعر السوق حماية مهمة على المنصات ذات السيولة الأضعف أو أثناء التحركات غير العادية في الأسعار، حيث يعتمد على البيانات الخارجية المجمعة بدلاً من آخر سعر تداول في بورصة واحدة.

أحد المخاطر الرئيسية لاستخدام آخر سعر لأوامر وقف الخسارة هو احتمال عدم تطابقه مع سعر التسعير، الذي يستخدم عادةً للتصفية. إذا وصل سعر السوق إلى مستوى التصفية قبل أن يؤدي آخر سعر إلى تفعيل أمر الإيقاف، فقد يتم تصفية مركزك قبل الأوان، خاصةً إذا كان أمر وقف الخسارة قريبًا جدًا من عتبة التصفية. لذلك، يجب أن يأخذ قرارك في الاعتبار سيولة العقد، وحجم الانحرافات السعرية النموذجية، والمنهجية الكامنة وراء سعر السوق، والاستقرار العام للأسعار المرجعية طوال دورات السوق.

الخلاصة

فهم الأدوار المتميزة لـ "آخر سعر" و"سعر العلامة" أمر ضروري لأي شخص يتداول عقود العملات المشفرة الآجلة. يجب على المتداولين تقييم السيولة والسلوك السعري النموذجي للعقود التي يتداولونها لتحديد ما إذا كان السعر الأخير أو السعر المحدد هو الأنسب كحافز للأوامر. يمكن أن يساعد الفهم الشامل لآليات التسعير هذه في تجنب عمليات التصفية غير المتوقعة، وتحسين إدارة المخاطر، وحماية رأس المال التجاري.

مزيد من القراءة

• إتقان استراتيجية تداول العملات المشفرة: من الأساسيات إلى التداول الفوري
• رؤية سوقية: هل ستصل ETH إلى مستويات قياسية جديدة؟
• 10 مصطلحات يجب أن يعرفها كل متداول عملات رقمية